الخميس، 31 يوليو 2014

إبنة البستاني

إبنــة البستانــي
*   في إحدى الغابات كانت هناك شجرة تشبه كل الأشجار ، لكن كان يتفرع منها غصن نادر هذا الغصن كان اتصاله بالشجرة عن طريق حبل من أوراقها مكتوب عليه " هذا الغصن خلق ليحترق وهو ذو دخان معطر ينبت أشجارا ً صغيرة من الورد إن حفظ في تربة صالحة لمدة 15 عام " وأكثر ما يميز هذا الغصن تساقط الندى منه عند مرور الأطفال

*   وذات يوم مرة طفلة يصطحبها والدها البستاني لهية من لاحظت تساقط ندى ذاك الغصن أخبرت والدها عنه فقام باقتطاعه ليضعه في مزهرية  وضعها في حجرة طفلته

*   مضت سنوات ونفذ مال البستاني وأصبح فقرا وأراد التدخين ولم يملك المال فتذكر الغصن هرع اليه قالت طفلته فداك يا أبتي خذه ، فقام البستاني بقطع الغصن لأجزاء وفتته ولفه ليدخنه وبدأت شراهيته تزداد لطيب ذاك الغصن وسرعان ما أطفأه وألقاه على الأرض وقال لطفلته دوسي عليه كي لا يحرق المنزل

*   تألم الغصن كثيرا ً وبكى لكن ابنة البستاني لم ترى نداه هذه المرة ، لم يكن بكاء الغصن لدهسه بعد إحراقه فهو يدرك تماما ً أنه خلق ليحترق ويترك دخانا ً معطر إنما كان بكاؤه حزنا على أشجار ورده التي أضاعها البستاني وابنته حين لم تحفظ في تربة صالحة .


*  إحترق الغصن وتلاشى دخانه المعطر وضاعت أشجار الورد وعادت مزهرية إبنة البستاني خاوية كما كانت

بقلمي / محمد الحلواني

شروع في قتل


شــروع فــي قتــل
*   جلسا على الشاطئ يمعنان النظر إلى بعضهما قاطعته نظراته وشدت يده تطلب منه دخول البحر إلى مدينة مقابلة على الطرف الآخر ، أخبرها أنه لا يجيد السباحة إضافة لخوفه عليها لكنها أبت وزادت إصرار لدرجة الجنون ومضيا في البحر ساعات لم يحدث شيئ لكنه كان يشعر بأن هناك ثمن للسعادة تقاطعه موجة عالية شعر بالخوف الشديد عليها وتذكر وعده لها بعدم التخلي عنها فأغمض عينيه وإذا به يغرق .

*   تلفت حوله فلم يجدها آثر الإختناق فربما ينقذها أو يراها وبكى وهو يختنق فوجد قطعة من الخشب سرعان ما التقاها وطفا فوقها وأمضى اليل بحثا ً عنها ولكن للإسف .. لم يجدها .

*   سبح إلى البحر ودمعه يسبقه إلى الشاطئ ولمح الكثير من الناس على الشاطئ ظن أنها قد ماتت فبكى وانتحب وحين وصوله همت الشرطة إليه وقيدت يديه صرخ ماذا يجري !! أجابوه شروع بالقتل .


*   بدأ التحقيق وبدأت تتوجه إليه التهم وهو ينكر ويقسم بالله والعبرة تكاد تخنقه فطلب من المحقق حضورها لعل ذرة من الحب الذي يكون يعود إليها لتنطق بالحقيقة ، حضرت تحدق به بحقد وكراهية حدثها أقسم لها ناداها ولكن لا نتيجة كان راغبا في الإطمئنان عليها لكن اللوم واللؤم في عينيها المتكحلتين بالمكياج الملون سبقه ، سأله المحقق أهممت لتقتلها ، بصوت محترق وهو يطبق يديه فوق وجهه باكيا أجاب .

" أنا أغرقتها .. أنا أغرقتها "

بقلمي / محمد الحلواني

الأرض والآلة





الأرض    و   الآلــة
 يحكى أن رجلا ً كان يعيش في قرية سكانها أنانيون ، وبعد حزن طويل قرر ذالك الرجل البحث عن أرض محبة ليقوم ببناء بناء فوقها يجمع فيه من يحبهم والذين سيكمل ما تبقى من عمره معهم ، وبعد بحث مطول ولضيق إمكاناته لم يتمكن من العثور إلا على أرض واحدة كانت هي الأنسب لإمكاناته لاسيما أن عليه إمتلاك آلة البناء ، إستخار الله تعالى ودعى أن يباركلها له وأنفق حصاد سنينه ووقع عقد الأرض والآلة .

*  تلك الأرض كانت وعرة للغاية ومع بدء العمل بدأ يتغير برنامج الآلة شيئا فشيئا مما تسبب بخسارة كبيرة للوقت وجودة البناء ، قادها مقاتلا لعدة سنوات قاتل العطش وحر الطقس وصعوبة البناء على تلك الأرض لطالما ردد في نفسه ذاك العقد والعهد الذي قطعه أمام نفسه وأمام الله بأن يتحمل مسؤولية تلك الآلة وأن يرضى بما قسمه الله له في هذه الآلة وأن يصبر عليها .

*  بعد سنتين أتم بناء الطابق الأول ورفع أعمدته إعلانا ببناء طابق ثانيومن خلف الستار في أوقات إستراحة ذاك الرجل الحالم كان أصحاب الأرض القدماء يقومون باللعب في تلك الآلة فضعف برنامجها وغابت مخافة الله منها ومنهم إلى ثارت مرة وبدأت بتحطيم البناء والطوابق فاستفاق الرجل من نومه وصرخ ونادى ولكن للأسف .. لا أحد .

*  سنة ظل يركض آملا ً في إنقاذ شيئ من البناء المهدم لكن لا أحد إستطاع فهم لغة الآلة وماذا تريد !؟ ولم يبقى أمام الرجل إلا خيارين إما كسر الآلة أو تركها تقوم بهدم البناء ، انحنى ذالك الرجل على الأرض وبكى على جهده وتعبه الذي ضاع دونا عن ماله والناس ينظرون إليه ماذا سيفعل ، حزم أمتعته ورحل  ،  وكلما يستوقفه الناس ليقولون لا ترحل يردد منهارا وهو يبكي



" إنه جزائي .. أنا الذي اشتراها .. أنا الذي اشتراها "

بقلمي / محمد الحلواني